التلدين
تاريخ التلدين

بينما كان الدكتور جونثر فون هاجنز يعمل كمساعد في علوم التشريح في جامعة هيدلبيرج، رأى عينات في قوالب بلاستيكية لأول مرة، ثم تساءل عن سبب وجود البلاستيك حول العينة وليس داخلها.

فكر الدكتور فون هاجنز بعملية التلدين خلال مشروعه البحثي حول كلى الإنسان، ففي 10 يناير 1977 قام بنفسه بتلدين أول عينه، وبعدها تم ابتكار عملية التلدين التي أكد أنها ستكون أهم إنجازات حياته.

قضى الدكتور فون هاجنز العشرين عاماً التالية في معهد التشريح في جامعة هيدلبيرج كمحاضر وعالم كان خلالها يعزز باستمرار عملية التلدين ويطورها كتلدين الشرائح الرقيقة من الأجسام والدماغ، وحصل على العديد من براءات الاختراع في دول مختلفة كان من ضمنها الولايات المتحدة.

أصبح اختراع الدكتور جونثر فون هاجنز محط أنظار العديد من المؤتمرات التكنولوجية المتخصصة، وليجعل إنجازه في مجال التشريح متاحاً لجميع الجامعات الأخرى قام بتأسيس شركة (BIODUR)، وهي شركة متخصصة ببيع المعدات والأدوات اللازمة لعملية التلدين في مختلف أنحاء العالم.

تم عقد أول مؤتمر حول التلدين في ولاية تكساس والذي تبعه تأسيس الجمعية الدولية للتلدين، ومنذ ذلك الحين تعقد مؤتمرات التلدين الدولية مرة كل عامين.

أسس الدكتور فون هاجنز برنامج التبرع بالجسم لأغراض التلدين الخاص به، وفي الوقت الحالي هناك أكثر من 17000 متبرع مسجل في برنامج التبرع بالجسم (ابتداءً من شهر أغسطس 2018)، حيث أن غالبية المتبرعين من الألمان.

تواصل عملية التلدين تطورها لتتعدى في نهاية المطاف حدود الجامعة، حيث قام الدكتور فون هاجنز بتأسيس معهد للتلدين في مدينة هيدلبيرج.

عرضت العينات الملدنة لأول مرة للعامة في متحف العلوم الوطني في طوكيو، حيث كان المتحف ناجحاً بشكل ملحوظ وحظي بزيارة أكثر من 450,000 زائر خلال أربعة شهور فقط.

تم عرض الأجساد الملدنة لأول مرة في ألمانيا، وعلى خلاف ما حدث في اليابان، لاقى متحف الجسد خلافات وردود فعل قوية من قبل العامة.

تم إنتاج العديد من القوالب الاصطناعية لأنظمة الأوعية وذلك بفضل التطورات المبتكرة للبوليمرات، ويطلق على تلك الأوعية “عينات التآكل”، لأنه أثناء عملية الانتاج يحدث تآكل للأنسجة بسبب الأنزيمات والأحماض.

تم عرض المتحف ولأول مرة في مركز كاليفورنيا للعلوم في لوس أنجلوس ومراكز علمية أخرى لإلهام الزائرين في أمريكا الشمالية والخارج.

تم تلوين الأجساد الملدنة لأغراض التعليم، حيث يعمل تلوين بعض الأعضاء كتلوين الأنسجة داخل الجسم على تمكين الزائرين من القدرة على تمييز بين أشكال الأنسجة.

تم تلدين أول حيوان كبير الحجم، وهو الفيل الذي أطلق عليه اسم (سامبا)، ليتم بعد ذلك تأسيس المتحف الفريد من نوعه وهو متحف الجسد والحيوان على يد الدكتور فون هاجنز والدكتورة أنجلينا ويلي.

اعترفت جمعية مراكز تكنولوجيا العلوم (ASTC) بالدكتور فون هاجنزمخترع تقنيةالتلدينومبدع المعارض التشريحية”متحف الجسد” بإنجازه ومساهمته البارزة في فهم الجمهور للعلوم

يحتفل متحف الجسد بمضي 20 عاماً على تأسيسه.
تعتتبر عملية التلدين عملية علمية بحتة معتمدة دولياً، حيث يوجد هناك أكثر من 400 مختبراً في 40 دولة مختلفة حول الهالم تستخد عملية التلدين لتحضير العينات للأغراض التعليم الأكاديمية.

يعمل فريق من المتخصصين في مركز التلدين في مدينة جوبن الألمانية على إنتاج أجساد ملدنة جديدة كقلب الحوت الأزرق الذي يزن 200 كيلوجرام (440.9) رطلاً، ليتم وضعه في متحف أونتاريو الملكي.